من طرف دفا واحساس الخميس أغسطس 20, 2009 1:46 pmدخل المعلم غرفة الصف برأسه المستديرة وعلامات الجدية بادية بوضوح مرسومة على جبهته وفوق حاجبيه كتب على اللوح حدود دولة فلسطين شهق الصبية رماهم بنظرته الصارمة عادوا لهدوئهم بدأ يبحث على وجه محدد بينهم ووقفت عيناه على احدهم طفل لا يتجاوز العاشرة ابيض البشرة عيناه زرقاوان تنفر من تحت قبعته شعيرات صفر فاقعات قال له المعلم “ما هي حدود دولة فلسطين يا ارئيل؟” اجاب الولد من دون مبالاة لا توجد دولة اسمها فلسطين يا استاذ .
ابتسم المعلم ابتسامة رضا وقال له احسنت يا ولدي انت اشكنازي حقيقي وشزر طفلا اسمر في نهاية الغرفة بعيناه.
عاد الاستاذ الى اللوح وبدأ برسم خارطة ما وقال يا اولاد لا يوجد دولة اسمها فلسطين ولكننا امام العالم نقول ان لهم دولة فما هي حدودها ؟
لو نظرنا هنا لوجدنا بداية مدينة شخيم (نابلس) وهي تجمع ارهابي كبير ولهذا سنرسم حدودها حدود نابلس يحدها من الشمال مخسوم بيت ايبا والسبعتاش والباذان ومن الجنوب مخسوم حوارة.
خارج شخيم هناك تجمعات ارهابية اخرى صغيرة نقسمها بمخسوم يتسهار وعلى ابواب كل تجمع بوابة حديدية تمنع التنقل بالمركبات فقط على الاقدام .
تليها مدينة رام الله وهي مركز الافعى لذلك تحد رام الله من الشمال مخسوم زعترا ومخسوم عطارة ومن الجنوب والشرق معبر قلنديا .
احفظوا هذه المعلومات جيدا وربت على كتف ارئيل بعدها وغمزه بعينه.
مفتاح الخارطة : مخسوم كلمة عبرية محسوم بالفلسطيني اسقطت نقطة الخاء من قبل الفلسطيني لاسباب مجهولة والمحسوم هو حاجز عسكري.
تجمع ارهابي تجمع فلسطيني .
بعد ثمان سنوات:
يتحرك الباص الكبير بركابه الخمسين احمد صعد للتو الساعة ما زالت السادسة والنصف صباحا يفرك عينه باحثا عن مقعد فارغ يجلس بجانب شاب اخر يصافحه ورويدا يتعرف عليه حسن شو اخبارك
والله الحمد لله يسأله” شو من وين جاي” يخبره من نابلس “اه كيف المحسوم “”زي الخرة خالصة”
والقصد هنا حاجز حوارة.
اذا ركبت الباصات او سيارتك الخاصة في شوارع الضفة يجب عليك ان تتعود على عبارات مشابة .
يتحرك الوحش الحديدي بخطاه الثابتة الى محطته الثانية سعاد تحادث عائشة شو على اي ساعة محاضرتك تعدل عائشة منديلها بطرف اصبعها وتقول على الثامنة تلقي بتنهيدة وتستطرد وكأنها تخاطب نفسها يارب يكون المحسوم سالك
شخير احمد بدأ يعلو وحسن منهمك بقرائة كتاب ما (لباولو كويلو) يترجرج الباص يستيقض احمد ترتطم عينه بلوحة تقول انتبه امامك حاجز ها قد وصلنا يبتسم حسن بهدوئه يغلق الكتاب يخرج(هويته) بطاقته الشخصية ويستعد يفتح السائق الباب يصعد جنديان احدهم صغير الملامح هذا يومه الثاني بالخدمة تخرج من تحت خوذته شعيرات صفر فاقعات يبدأ بجمع الهويات يتدحرج نزولا من الباص يعطي الاظرفة الخضراء الى المجندة التي تغمز زميلتها وتخبرها ارئيل هذا شاب جميل تأخذ الاخرى الهويات وتقول لها هيا ابدأي بفحصها ينتظر احمد ويقترب من ان يغفو من جديد يطلب الجنود من ركاب الباص بالنزول يصعد كلب بوليسي للباص ثم ينزل يشعل حسن سيجارته وينفث دخانها بعمق ملامحه الهادئة ينادي عليه ارئيل ويصوب له سلاحه وعلى بعد متر يصيح به امره بالتوقف وفتح حقيبته الشخصية يستجيب حسن بهدوئه الزائد يخرج الكتب يرى ارئيل كتاب مئة عام من العزلة يقترب قليلا يغمض حسن عيناه لدخول بعض دخان سيجارته بها يقول له ارئيل اتقرأهذا الكتاب هز حسن رأسه موافقا يعود ارئيل الى الوراء يأخذ الهويات من المجندة ويعطيها للسائق ويسمح للركاب بالعودة الى الباص ينطلق الوحش مرة اخرى بهمته الثقيلة ويعود احمد للنوم وحسن للقرائة يصيح السائق بالمايك قائلا “يا جماعة محسوم عطارة مأزم عشان هيك راح نروح على قلنديا ماشي “احمد ارتج على وقع الصوت ويقول يا عمي روح من مطرح ما بدك عائشة تقول ولكن نحن ذاهبات الى بير زيت وهيك بنتأخر حسن يقطع قرائته هنا ويتدخل فيقول لها على كل الجهات راح تتأخري فتأخري انت لحالك احسن ما نتأخر كلنا عن الشغل .
يعود الهدوء للباص مع بعض التذمر من عائشة وسعاد وتسير الدقائق ببطئها الصباحي ويلوح بعدها حاجز قلنديا ببرجه العالي يلوح الجندي للسائق طالبا الوقوف يسأله عن وجهته يخبره رام الله يطلب بسرعة الكل ينزل يبدأ رجل سبعيني بالصياح هاي خامس مرة ننزل فيها شو هالعيشة احمد يقول له يا حج انت بتطلع مرة بالسنة على رام الله احنا كل يوم هيك يتهادى الركاب نزولا من الباص سعاد تنكز حسن بيدها وتقول له هياك اتأخرت انت كمان احمد يضحك ويقول لها خطيتك شو بدنا نعمل
يقضي الشبان لحظات التفتيش بروح مرحة والحاج يشكو لله الحال واحمد يعيد كلام الحاج بلهجة تهكمية فيضحك الشبان والفتيات .
يعود الجميع للباص ليسير بهم قاطعا بقية الطريق ويتفرق بعدها كل الى جهته متأخرين اكثر من ربع ساعة عن اعمالهم واشغالهم اليومية.
هذه قصة من نسج الخيال وأي تشابه في الشخصيات فهي صدفة
يعني لحد يصدق
ابتسم المعلم ابتسامة رضا وقال له احسنت يا ولدي انت اشكنازي حقيقي وشزر طفلا اسمر في نهاية الغرفة بعيناه.
عاد الاستاذ الى اللوح وبدأ برسم خارطة ما وقال يا اولاد لا يوجد دولة اسمها فلسطين ولكننا امام العالم نقول ان لهم دولة فما هي حدودها ؟
لو نظرنا هنا لوجدنا بداية مدينة شخيم (نابلس) وهي تجمع ارهابي كبير ولهذا سنرسم حدودها حدود نابلس يحدها من الشمال مخسوم بيت ايبا والسبعتاش والباذان ومن الجنوب مخسوم حوارة.
خارج شخيم هناك تجمعات ارهابية اخرى صغيرة نقسمها بمخسوم يتسهار وعلى ابواب كل تجمع بوابة حديدية تمنع التنقل بالمركبات فقط على الاقدام .
تليها مدينة رام الله وهي مركز الافعى لذلك تحد رام الله من الشمال مخسوم زعترا ومخسوم عطارة ومن الجنوب والشرق معبر قلنديا .
احفظوا هذه المعلومات جيدا وربت على كتف ارئيل بعدها وغمزه بعينه.
مفتاح الخارطة : مخسوم كلمة عبرية محسوم بالفلسطيني اسقطت نقطة الخاء من قبل الفلسطيني لاسباب مجهولة والمحسوم هو حاجز عسكري.
تجمع ارهابي تجمع فلسطيني .
بعد ثمان سنوات:
يتحرك الباص الكبير بركابه الخمسين احمد صعد للتو الساعة ما زالت السادسة والنصف صباحا يفرك عينه باحثا عن مقعد فارغ يجلس بجانب شاب اخر يصافحه ورويدا يتعرف عليه حسن شو اخبارك
والله الحمد لله يسأله” شو من وين جاي” يخبره من نابلس “اه كيف المحسوم “”زي الخرة خالصة”
والقصد هنا حاجز حوارة.
اذا ركبت الباصات او سيارتك الخاصة في شوارع الضفة يجب عليك ان تتعود على عبارات مشابة .
يتحرك الوحش الحديدي بخطاه الثابتة الى محطته الثانية سعاد تحادث عائشة شو على اي ساعة محاضرتك تعدل عائشة منديلها بطرف اصبعها وتقول على الثامنة تلقي بتنهيدة وتستطرد وكأنها تخاطب نفسها يارب يكون المحسوم سالك
شخير احمد بدأ يعلو وحسن منهمك بقرائة كتاب ما (لباولو كويلو) يترجرج الباص يستيقض احمد ترتطم عينه بلوحة تقول انتبه امامك حاجز ها قد وصلنا يبتسم حسن بهدوئه يغلق الكتاب يخرج(هويته) بطاقته الشخصية ويستعد يفتح السائق الباب يصعد جنديان احدهم صغير الملامح هذا يومه الثاني بالخدمة تخرج من تحت خوذته شعيرات صفر فاقعات يبدأ بجمع الهويات يتدحرج نزولا من الباص يعطي الاظرفة الخضراء الى المجندة التي تغمز زميلتها وتخبرها ارئيل هذا شاب جميل تأخذ الاخرى الهويات وتقول لها هيا ابدأي بفحصها ينتظر احمد ويقترب من ان يغفو من جديد يطلب الجنود من ركاب الباص بالنزول يصعد كلب بوليسي للباص ثم ينزل يشعل حسن سيجارته وينفث دخانها بعمق ملامحه الهادئة ينادي عليه ارئيل ويصوب له سلاحه وعلى بعد متر يصيح به امره بالتوقف وفتح حقيبته الشخصية يستجيب حسن بهدوئه الزائد يخرج الكتب يرى ارئيل كتاب مئة عام من العزلة يقترب قليلا يغمض حسن عيناه لدخول بعض دخان سيجارته بها يقول له ارئيل اتقرأهذا الكتاب هز حسن رأسه موافقا يعود ارئيل الى الوراء يأخذ الهويات من المجندة ويعطيها للسائق ويسمح للركاب بالعودة الى الباص ينطلق الوحش مرة اخرى بهمته الثقيلة ويعود احمد للنوم وحسن للقرائة يصيح السائق بالمايك قائلا “يا جماعة محسوم عطارة مأزم عشان هيك راح نروح على قلنديا ماشي “احمد ارتج على وقع الصوت ويقول يا عمي روح من مطرح ما بدك عائشة تقول ولكن نحن ذاهبات الى بير زيت وهيك بنتأخر حسن يقطع قرائته هنا ويتدخل فيقول لها على كل الجهات راح تتأخري فتأخري انت لحالك احسن ما نتأخر كلنا عن الشغل .
يعود الهدوء للباص مع بعض التذمر من عائشة وسعاد وتسير الدقائق ببطئها الصباحي ويلوح بعدها حاجز قلنديا ببرجه العالي يلوح الجندي للسائق طالبا الوقوف يسأله عن وجهته يخبره رام الله يطلب بسرعة الكل ينزل يبدأ رجل سبعيني بالصياح هاي خامس مرة ننزل فيها شو هالعيشة احمد يقول له يا حج انت بتطلع مرة بالسنة على رام الله احنا كل يوم هيك يتهادى الركاب نزولا من الباص سعاد تنكز حسن بيدها وتقول له هياك اتأخرت انت كمان احمد يضحك ويقول لها خطيتك شو بدنا نعمل
يقضي الشبان لحظات التفتيش بروح مرحة والحاج يشكو لله الحال واحمد يعيد كلام الحاج بلهجة تهكمية فيضحك الشبان والفتيات .
يعود الجميع للباص ليسير بهم قاطعا بقية الطريق ويتفرق بعدها كل الى جهته متأخرين اكثر من ربع ساعة عن اعمالهم واشغالهم اليومية.
هذه قصة من نسج الخيال وأي تشابه في الشخصيات فهي صدفة
يعني لحد يصدق
